أسدل الستار على "بطولة النخبة - الموسم الثاني" على منصة البث المباشر "جاكو" (JACO)، والتي توّجت صانعة المحتوى "مون" باللقب، بعد مواجهة نهائية حماسية جمعتها بالمتسابق "مهند بن خالد". لم تكن هذه البطولة مجرد منافسة عادية، بل شكلت حدثاً مفصلياً في عالم صناعة المحتوى في المملكة، كرّست من خلاله "جاكو" رؤيتها القائمة على "البث التفاعلي" كنموذج عمل أساسي.
جمعت البطولة، التي أصبحت معلماً رئيسياً على أجندة المنصة، نخبة من أبرز وألمع "الستريمرز" (Streamers) في المملكة، ووضعتهم في تحدٍ حقيقي لا يعتمد على المهارة الفردية فحسب، بل على القدرة على حشد الدعم الجماهيري المباشر والتفاعل اللحظي مع المتابعين.
ليست مجرد مهارة.. بل قوة جماهيرية تفاعلية
ما يميز "بطولة النخبة" عن غيرها من المنافسات الرقمية هو طبيعتها التفاعلية العميقة. لم يكن الفوز فيها حكراً على من يقدم المحتوى الأفضل تقنياً، بل على من يمتلك القدرة الأكبر على التواصل مع جمهوره وتحفيزه ليكون جزءاً من الحدث.
أتاح تطبيق "جاكو" للمشاهدين والمتابعين دوراً محورياً في تحديد مسار المنافسة. فمن خلال أدوات التفاعل المباشر كالتعليقات، والتشجيع، ونظام الدعم (الماسات)، تحول الجمهور من "متلقٍ" سلبي إلى "لاعب" فاعل. أصبحت كل جولة بمثابة معركة تكتيكية يديرها الستريمر، ويحسمها الجمهور.
هذا النموذج يضع ضغطاً إيجابياً على صنّاع المحتوى لتطوير أساليبهم، ليس فقط في تقديم المحتوى، ولكن في بناء مجتمعات قوية ومتفاعلة. لم يعد يكفي أن تكون مبدعاً، بل يجب أن تكون "ملهماً" وقائداً لجمهورك.
رحلة التصفيات الشاقة نحو القمة
بدأت رحلة البطولة في 25 سبتمبر 2025، بمرحلة تأهيلية مفتوحة وصعبة. حيث خاض جميع المسجلين تحدياً مفتوحاً لمدة 24 ساعة، كان بمثابة اختبار قدرة حقيقي لقياس مدى جماهيريتهم وتفاعلهم. تم في نهاية هذا اليوم "غربلة" المشاركين لاختيار أفضل 16 ستريمر فقط بناءً على تصنيفهم اليومي.
بعد ذلك، دخلت المنافسة مرحلة "خروج المغلوب"بث جاكو الأكثر إثارة، حيث انتقل المتأهلون عبر أدوار تصاعدية من دور الـ 16 إلى دور الـ 8، وصولاً إلى "المربع الذهبي" الذي شهد تنافساً محموماً بين أربعة من أبرز الأسماء في المنصة: مون، مهند بن خالد، فيصل البقمي، ومون KSA.
وبعد مواجهات قوية أظهرت مدى تقارب المستوى وقوة الدعم الجماهيري لكل منهم، نجح كل من "مون" و"مهند بن خالد" في حجز مقعديهما في المواجهة النهائية. وفي ختام المواجهة الحاسمة، استطاعت "مون" حسم اللقب لصالحها، متوجةً بأداء استثنائي وتفاعل جماهيري واسع جعلها بطلة الموسم الثاني.
ضوابط صارمة لـ "لعبة احترافية"
لضمان أعلى مستويات الجدية والالتزام، وضعت اللجنة المنظمة للبطولة معايير صارمة للمشاركة. فُتح باب التسجيل لجميع صنّاع المحتوى في الفترة من 8 إلى 13 سبتمبر 2025، بشرط أساسي وهو أن يكون الحساب نشطاً خلال آخر 10 أيام قبل التسجيل، وأن يكون سجله خالياً تماماً من أي مخالفات.
كما شددت اللجنة على أن الانسحاب "غير مسموح به" بعد تأكيد التسجيل، وهو شرط يهدف إلى الحفاظ على نزاهة المنافسة وجدولها الزمني. واعتُبر التأخير عن المواعيد الرسمية للجولات أو الغياب سبباً مباشراً للاستبعاد الفوري. هذه القواعد تحوّل المنافسة من مجرد تحدٍ ترفيهي إلى ممارسة احترافية جادة.
جوائز تليق بالنخبة وتكريم للداعمين
لم تقتصر البطولة على التكريم المعنوي، بل رصدت لها "جاكو" جوائز مالية قيمة، تُسلّم خلال 7 أيام عمل بعد مراجعة النتائج النهائية. وحصلت البطلة "مون" (المركز الأول) على درع البطولة بالإضافة إلى 2,000,000 الماسة. فيما نال "مهند بن خالد" (المركز الثاني) جائزة قدرها 1,000,000 الماسة.
ولأن الجمهور هو حجر الزاوية في هذه البطولة، خصصت اللجنة جائزة "أفضل داعم في البطولة"، وحصل الفائز بها على درع تكريمي خاص، في لفتة تؤكد على أهمية دور المتابعين. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد مكافأة إضافية (10,000 الماسة) لأي مشارك ينجح في تحقيق المركز الأول يومياً خلال منافسات دور الـ 16، كحافز للتميز المستمر.
خاتمة: مستقبل البث المباشر
لم تكن "بطولة النخبة" في "جاكو" مجرد منافسة عابرة، بل كانت إثباتاً عملياً لنجاح نموذج البث التفاعلي. إنها ترسخ لحقيقة أن مستقبل الترفيه الرقمي يكمن في هذا الدمج بين الإبداع الفردي لصانع المحتوى والقوة الجماعية للجمهور، وهو بالضبط ما تراهن عليه "جاكو" في صناعة الجيل الجديد من البث المباشر.
